يحتفل به في 6 أبريل من كل عام

في يومها الدولي.. «الرياضة» قوة قادرة على الإلهام وكسر حواجز التعصب والعنف

في يومها الدولي.. «الرياضة» قوة قادرة على الإلهام وكسر حواجز التعصب والعنف

بقوة هائلة قادرة على التغيير للأفضل وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، تقف الرياضة كحصن منيع ودرع واقٍ في مواجهة كافة الممارسات السلبية التي تمثل تحديات كونية أمام البشر.

ويحيي العالم، اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام، في 6 أبريل من كل عام، للاعتراف بأهمية الرياضة والنشاط البدني في المجتمعات وفي حياة الناس في البلدان كافة.

وتحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام لعام 2024 تحت شعار: "الرياضة لتعزيز المجتمعات السلمية والشاملة"، إذ تركز على كيفية دخول الهيئات الرياضية البارزة في شراكات لإحداث تأثيرات إيجابية تعود بالنفع على الناس والبيئات التي تعمل فيها.

وتنظم المنظمة الأممية فعالية لأعضاء المجتمع الرياضي الدولي، لتبادل أفضل الممارسات ومناقشة التحديات الماثلة واستكشاف فرص التعاون لدفع التغيير الاجتماعي الإيجابي والمساهمة في الجهود العالمية المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة والسلام.

وتدرك الأمم المتحدة قوة وعالمية الرياضة، وتسعى لاستخدامها في توحيد الأفراد والجماعات من أجل دعم جهود الرياضة من أجل التنمية، والمشاركة في الفعاليات على المستويين الرسمي والشعبي، لتطوير حملاتها ومبادراتها المتعلقة بالرياضة.

وتتمتع الرياضة بموقع مثالي للمساهمة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية والسلام، لا سيما في ظل انتشارها الواسع وشعبيتها وقيمها الإيجابية التي لا مثيل لها. 

وباعتبارها لغة عالمية تصل إلى ملايين الناس في جميع أنحاء العالم، فإن الرياضة في وضع فريد للمساهمة في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030. 

وتاريخياً عززت الرياضة رفاهية الناس والمجتمعات مع تعزيز السلام، وتستخدم اليوم صناعة الرياضة كأداة هامة لمعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

وحدد أصحاب المصلحة ما لا يقل عن 3 سمات مميزة تجعل مساهمة الرياضة فريدة من نوعها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، أبرزها انتشارها الاجتماعي والجغرافي الواسع والذي يسمح للرياضة بالتأثير على المواقف والسلوكيات على مستوى القاعدة الشعبية. 

ويشارك مليارات من الأفراد في الرياضة سواء كممارسين أو متفرجين أو ميسرين، وهي تؤدي دوراً هاماً في التثقيف والتوعية بالقضايا العالمية مع تعزيز أنماط الحياة الصحية والمستدامة.

وتتمتع الرياضة بالقدرة على التغلب على الحواجز الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، ما يجعلها أداة استراتيجية لتعزيز السلام والإدماج الاجتماعي، كما ينظر إلى الرياضة على نحو متزايد على أنها أداة منخفضة التكلفة وعالية التأثير لتحقيق التنمية المستدامة.

وتتسم الرياضة بالوصول الواسع والقدرة على التغلب على الحواجز إلى انخفاض التكلفة والتأثير العالي، وتعزز دمج الفئات المحرومة بمن في ذلك النساء واللاجئون والأشخاص ذوو الإعاقة.

وتستخدم المبادرات الرياضية التعاونية في دعم وتعزيز إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة وخاصة ذوي الإعاقات الذهنية، من خلال كسر القوالب النمطية الموجودة مسبقاً، والتصدي لعدم المساواة وتحقيق مجتمعات أكثر شمولاً وتماسكاً.

ويتم اعتبار الرياضة بوصفها منصة يمكن فيها للفئات المهمشة التفاعل والاندماج مع الفئات الاجتماعية الأخرى، كما تقلل من وصمة العار والتمييز مع تمكين الأشخاص المحرومين وتوفير المهارات القيادية وغيرها.

وتمكّن الرياضة الأفراد من الوصول إلى التعليم والتعلم ومواصلتهما، فعلى سبيل المثال، استخدمت المشاريع الرياضية للفتيات بما في ذلك في مخيمات اللاجئين، كحافز لإبقائهن في المدارس.

وتقر الأمم المتحدة بدور الرياضة كوسيلة لبناء السلام واستدامته من خلال قدرتها على الحوار وبناء الثقة بالطريقة التي تعزز بها التسامح والاحترام، كما تساهم أيضاً في الأبعاد الاقتصادية لأهداف التنمية المستدامة.

ومن المتوقع أن تبلغ قيمة صناعة الرياضة العالمية أكثر من 700 مليار دولار بحلول عام 2026، وإذا ما تم إشراك الصناعة الآخذة في التوسع بشكل صحيح، فإنها يمكن أن توفر فرصاً للعمالة الشاملة واللائقة والنمو الاقتصادي.

وتشجع الرياضة الابتكار والبنية التحتية القادرة على الصمود ومعالجة الفقر وتوفير فرص العمل بين الترويج الرياضي والسياحة المتعلقة بالفعاليات الرياضية والصحافة الرياضية والإعلانات الرياضية.

وقد استخدمت الرياضة أيضاً لتطوير مهارات التوظيف، وبالتالي المساهمة في التمكين الاقتصادي للأفراد والمجتمعات، لا سيما في ظل صعود صناعة الرياضة في الاقتصاد العالمي.

ويمكن أن يكون لدمج معايير الاستدامة في الصناعة آثار مضاعفة، ما يساهم في معايير الإنتاج والاستهلاك المستدامة في الصناعات الأخرى، كما يمكن لها أن تلعب دوراً مهماً في دعم البعد البيئي لأهداف التنمية المستدامة من خلال منصتها الاجتماعية الواسعة، عبر زيادة الوعي والتأثير على المواقف تجاه القضايا البيئية.

وأظهرت دراسة حديثة كيف أن المشجعين يتقبلون المبادرات البيئية، ويعدلون سلوكياتهم ليس فقط خلال الفعاليات الرياضية ولكن في حياتهم اليومية يصبحون مناصرين للقضايا البيئية في مجتمعاتهم. 

ويمكن أن تلعب أيضا دورا بارزا في حملات الاستدامة البيئية الخاصة بالرياضة، والتي تشمل الرياضيين والفرق كنماذج تحتذى في مختلف دول العالم.

ولعل أبرز الأقوال الواقعية عن تأثير الرياضة كانت للمناضل الإفريقي البارز نيلسون مانديلا، والتي قال فيها إن "الرياضة لديها القدرة على تغيير العالم، ولديها القدرة على الإلهام، ولديها القدرة على توحيد الناس بطريقة لا يملكها سوى القليل غيرها، كما يمكن للرياضة أن تخلق الأمل حيث لم يكن هناك سوى اليأس في يوم من الأيام، إنها أقوى من الحكومات في كسر الحواجز العرقية".


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية